Sunday, September 20, 2009

أمية القراءة والكتابة

افتح اللفافة التي أتخمتها الأوراق.. أحل من حولها شريطا من الساتان البني.. وأنتقي عشوائيا من بينها رسالة..لم أعد كما كنت أقرأ الرسائل.. وإنما أصبحت اشم عطرها الخافت.. وأدور حول محيطها الورقي.. وأتعمق في مفاهيم المساحات البيضاء بين الكلمات والمساحات البيضاء بين السطور.. ولا أذكر آخر مرة قرأت فيها رسالة منك.. أنا فقط استكشف تطريز الحروف في بعضها البعض كخيوط من حرير.. وأتذوق رسم الكلمات وألمس رشاقة الأصابع التي نثرت الحب مدادا وورق.. وأذوب بين ثنيات الطوي الأصلية.. ولا أقرأ من الرسائل كلمة..أنا حتى لم أقرأ تلك الرسالة عندما تسلمتها من يد ساعي البريد ذات صباح شتائي بارد..
يا حبيبتي انا لا أقرأ رسائلك أصلا..
لأنني أمي لا أقرأ ولا أكتب..
ولكنني أمسكها وألمسها وأنفذ من خلالها وأمتص حليب الحرف فيها.. وأطالعها كالملووث كالمجذوب.. أو كطفل يطالع حكاية مصورة.. وأنتظرك حتى تعودي ذات يوم لتقرأيها لي.. فأعرف حينها عما كانت الرسائل

4 comments: