Friday, December 05, 2008

توســـــــــــــت


السر في ملعقة السكر الإضافية التي يضعها في خلطة التوست الفرنسي.. نقرة رشيقة على باب الشقة.. لا مجال للمفاجئات بعد اختراع الموبايل.. فقد هاتفته قبل دقيقة واحدة تقول إنها في طريقها إليه.. لم تبق في الإفطار سوى لمسات نهائية.. يفتح الباب ويلقي بنفسه في حضنها الدافئ لينسحب منه بسرعة مصطنعة متحججا بخوفه من احتراق الأومليت على نار الموقد..يسبقها إلى المطبخ ممسكا بأطراف أصابعها بينما تنظر هي إلى تفاصيل المكان الحقير وإن كانت لم تستطع كتم إعجابها بتنظيمه الدقيق لأدواته في المطبخ.. كل شيئ في مكانه وكأنه على وشك تصوير إعلان من إعلانات الزيت أو المطابخ..ترفع نظارتها الشمسية الفاخرة على شعرها الذي ما زالت آثار الغسيل الصباحي تكسو خشونته الأصلية وتغطي رائحته الطبيعية القوية..رقصة التزاوج لا تخطئها عين.. هو يقف بثبات مصطنع ويحاول أن يقنع شخصا وهميا بأنه منهمك في إعداد الإفطار بينما هي تعيد اختراع التانجو من حوله.. دورة في اتجاه عقارب الساعة.. ودورتان في الاتجاه المعاكس..ثم نصف دورة تمر فيها من تحت ذراعه التي يمسك بها السكين.. تتعمد أن تمر بين خطر السكين وخطر جسده الذي بدأت علامات الاستثارة تظهر فيه من تحت الملابس... ينظر إلى بقايا التوست الذي أوشك على الاحتراق في المقلاة نظرة مسروقة بين قبلتين.. ثم ينظر إلى شفتيها فتختلط عليه فكرة السخونة.. ثم يلتفت بلا مبالاة إلى التوست الذي اقترب لونه من التفحم .. ويقول في نفسه: لكل دوره في الاحتراق

2 comments:

  1. وااااااااااااااااااو (بردو)

    ReplyDelete
  2. Anonymous10:35 AM

    This comment has been removed by the author.

    ReplyDelete