أنظر خلف النافذة إلى أضواء السيارات وقد خفتت أضواؤها على ارتفاع الطوابق الأحد عشر..
أتلمس الزجاج وأنتظر أمطارا لا تسقط في هذا الوقت من السنة.. أرشف رشفة من فنجان قهوتي التي بردت قبل ساعة قضيتها في التحديق بالشارع المزدحم.. لا تضايقني القهوة الباردة
ألاحق بعيني شابا من عمال الدليفري وهو يقود دراجته النارية الصغيرة بين السيارات.. فيرسم بمغامرته الفردية خطا منفصلا من الضوء بين الأضواء الثابتة.. بينما الطريق يزحف ببطء قياسي
أفكر جديا في أن أشتري كرسيا هزازا يعلو إلى حافة تلك النافذة.. لدينا دائما ميل لتقنين وتقعيد انحرافاتنا المزاجية..وعندها نفكر في شراء مقعد خاص لأوقات الاكتئاب..معطف شتائي في الصيف.. وربما حبوب نوم في وقت نتلمس فيه ذاكرة الصحو
أقترب من النافذة المصمتة أكثر وأنفث بخار الماء الدافئ نحو الزجاج.. ترتسم دائرة عشوائية تبدأ في الزوال أسرع مما تشكلت.. لا أصدق أن بخار الماء يتكاثف في هذا الطقس.. هذه المرة بجدية أكثر أرسم بدفء الصدر دائرة أكبر وأثبت.. ثم أرسم بمزيج الماء المتكاثف والغبار المزمن حرفا من اسمها وقلبا وزهرة وابتسامة.. وأطبق قلبي على حلمه الدائم وأعود لمطاردة أضواء السيارات والأمطار التي لا تسقط في هذا الوقت من العام
رقيقة كأنامل طفل
ReplyDeleteوعذبة كعذوبة المطر
الذى لا يسقط فى مثل هذا الوقت من السنة