Sunday, September 20, 2009

من وحي مشهد سينمائي

أغمض عيني اليمنى التي ترتعش بثقل قطرة العرق فوق جفني.. وأفتحها بسرعة مركزا البصر على المسار الوهمي داخل تلسكوب البندقية والهدف.. الهدف وعليه خطان متصالبان.. وحوله دائرة..الهدف يرفع قنينة الماء إلى فمه.. ويشرب.. هو يستريح من ساعات قضاها في مراقبتي.. وأنا يحرق عيني ماء العرق المالح الذي ابتلعته الجفون.. بينما أشد بيدي الخيش الخشن الذي لففت به ماسورة البندقية إمعانا في الصمت..يعود الهدف إلى رقدته على بطنه.. ويمسك ببندقيته وتلتقي عيوننا مرة أخرى عبر مسارات الرؤية داخل التلسكوبين.. ومن خلال الخطوط المتصالبة.. ودوائر الإحكام.. هذه فرصة أخرى تضيع لاصطياده.. لا بأس.. أنا لا أصيد الهدف في لحظة ضعف.. والقناصة يقتلون بعضهم بشرف، وإلا لن تكون للقنص أي لذة.. ويصبح الاصطياد قتلا..التقط نفسا عميقا وأكتمه في صدري.. أزم شفتي وأضغط بذراع البندقية على كتفي لأسم دقات قلبي .. أبحث عن جزء من الثانية لا ينبض فيه القلب.. جزء من الثانية للسكون التام.. وبين نبضتين يهدأ كل شيء.. وأصير أنا والبندقية ومسار الرؤية والهدف وحدة واحدة.. أضغط الزناد بحسم.. وأسمع صوت انفجار الرصاصة داخل القاذف.. وأسمع صوت اختراقها لحاجز الصوت..لا نسمع صوت الرصاصة التي تقتلنا.. فهي أكثر مباشرة من أن تتحايل.. تقلع روحي رأسيا إلى أعلى.. وأشاهد في طريقي بعين الطائر الحر تلسكوبين محطمين فوق كل بندقية

2 comments: