Thursday, December 24, 2009

موانع صحية من الضحك

اعذروني.. كان بودي في يوم كهذا أن أضحك.. لكن الضحك يتردد في عظام الأكتاف والظهر التي تختزن واحدة من أغبى صنوف الانفلونزا ويضاعف الألم.. لذلك أستطلع مفارقات اليوم بشيء من ضبط النفس
المفارقة واحدة من مسببات الضحك كما صنفها برجسون.. ورغم أن برجسون وضع التطابق وسيلة من وسائل استنفار الضحك.. كأن ترى على المسرح شخصا يسير ومن ورائه شخص يقلده في تطابق.. هذا التطابق يفترض أن يثير الضحك.. أما المفارقة فهي الاختلاف الفج بين الواقع والمتوقع.. فإذا تحدث شخص عن وحش يربض وراء الباب يخيفه بعيونه اللامعة وجلده المقزز وكان هذا الوحش مجرد سحلية مسكينة.. مفارقة أيضا أن يدعي شخص أنه يستطيع أن يحمل جبلا ثم تراه في المشهد التالي ينيخ تحت حصوة

واكتشف برجسون نقطة غاية في الأهمية والدقة وهي أنه من أجل أن يتساوى الإنسان بالفن ينبغي أن تكون هناك جمالية للضحك.. وهو أمر صعب التحقيق لأن الجمال في معظم الفنون يأتي نقيا أي خاليا من أي اعتبارات أخلاقية – الآن أعرف لماذا تضحكني الأمور اللاأخلاقية.. إن جمالية الضحك غير نقية لأنها تنطوي على مواعظ أخلاقية وإن ما يضع الهزل في مصاف الفن مثلما يشرح برجسون.. إنه ينشأ في اللحظة الدقيقة التي يشرع فيها الشخص- المتحرر من هم الاحتماء والمحافظة على نفسه- في معاملة ذاته وكأنه تحفة من التحف الفنية

وكان من المفترض أن تضحكني لا أخلاقية المفارقة أو مفارقة اللأخلاقية.. لكنني أشكو من ألم في عظامي وأخشى إن ضحكت أن يقعدني الألم عن متابعة بقية المفارقات