Wednesday, January 13, 2010

عسراء

اندفع ناحيتها بكل ما أوتي من عماء الخوف عليها.. واحتضنها من وسطها بعنف وزحف المشهد كاملا بتصوير بطئ يحفظ في المشهد كل ما فيه من تفاصيل دقيقة..وتتابعت الصور في بطء حتى خرجا عن البصر وأفسح الرؤية لشاحنة صغيرة خرقت بسرعة فائقة الفراغ الذي تركاه.. وبينما تضاءلت العربة المتهورة في مرمى الرؤية حطت الصورة الزاحفة رأسيا على الطوار المقابل.. وجاء الهبوط مثاليا.. لقد سقط على ظهره وسقطت فوقه تماما.. بما يكفي من القرب لتشم رائحته النافذة وبما يكفي كي ينظر في عينيها باحثا عن موجة العرفان المتوقعة في موقف كهذا تعرفه السينما ولا تعرفه الحقيقة أبدا.. وضعت يديها على كتفيه لترفع صدرها عن صدره الذي لم تهدأ حركته.. وارتكنت على يدها اليمنى وطوحت بيسراها لتهوي على وجهه بصفعة كادت تكون قوية.. "حسنا! تبين أنها عسراء".. "هل أنت غبي أم ماذا؟؟ لقد تجعدت ملابسي!! تنورتي البيضاء يا متخلف!!".. ثم عادت إلى عرض الطريق ترفع حقيبتها التي سقطت دون أن تنفتح أوتتناثر محتوياتها.. بين قام هو بدوافع ادرينالينية محضة ينظر إلى الطريق متوقعا خطرا جديدا.. عادت هي إلى الطوار مرة أخرى ولم يهدأ انفعالها.. "شكرا لإنقاذي- وواصلت طريقها دونما التفات إليه- غبي!! متخلف!!".. جلس على الطوار يعتذر لأضلاعه المحطمة وهو يتحسس موضع الصفعة غير المفهومة.. حسنا!!..تبين أنها عسراء
.