أيقظني صوت العاصفة الرعدية وصوت خالد الذي استيقظ قبلي بدقائق وبدأ على هدي النور الضئيل المنبعث من هاتفه الجوال، يرتب وضع العبوات والصحون والدلاء في أماكنها تحت مصادر التسرب في السقف الذي يوشك أن ينقض تحت وطأة الأمطار الغزيرة
هذه ليست العاصفة الرعدية الأولى التي أشاهدها هنا، إنها المرة الثانية، ولذلك فإن الرعب الذي أصابني في المرة الأولى من أصوات الصواعق التي لا تختلف هنا عن أصوات قصف المدافع لم يصبني هذه المرة، وبدأ الخوف الطبيعي يأخذ شكلا أكثر عقلانية
في المرة السابقة كنت كالتائه بين أصوات الرعد وأصوات الزملاء الذين يشكر بعضهم الله ويستعيذ بعضهم به من الشيطان الرجيم، وأصوات بعضهم التي اكتفت بالعويل والخوف النسائي الذي تختلط فيه السذاجة بالادعاء، وقد اختارت هذه الأصوات جميعا غرفتي لتجتمع فيها
نظرت إلى خارج الباب.. الأمطار تنهمر من السماء بكثافة لم يسبق لي أن رأيتها وإن كانت عادية مألوفة هنا، والصواعق كالأذرع الخرافية تمتد من السماء إلى الأرض، وأصوات الرعد من فوقها تلهو بنظرية الثواني التسع التي تفصل بين ضوء البرق وصوت الرعد، تلك النظرية التي سمعناها أطفالا يعيشون تحت سماء تمطر عفوا، ومرتين أو ثلاث في السنة على أقصي تقديرات الكرم
تفهمت خوف الإنسان البدائي من هيستيرية الطبيعة، وتفهمت أيضا سماوية تصوراته الأولى للإله الذي لا بد وأن يكون وحشا أسطوريا جبارا يسكن مكانا ما فوق السماء التي يرسل من فوقها زخات غضبه ورضاه
وتخيلت نفسي في ذات الظرف الطبيعي قبل مليون سنة عاريا تحت شجرة الليمون التي تتوسط حديقتنا الصغيرة.. إنسانا ضئيلا لا حول له ولا قوة.. تتكاثر عليه آيات الطبيعة من رعد وبرق ومطر.. وقبل حتى أن يكتمل تخيلي لجدي الأول، امتدت يد الوحش الأسطوري تعتصر قلبي خضوعا وخوفا وأملا، وتوحدت مع بدائيتي بخليط من الفهم الواعي للقوة القاهرة، والشعور الرومانتيكي بجمال هذه القوة
تذكرت خديجة.. ترى كيف باتت ليلتها في خيمتها البائسة التي لا تحتمل من صروف الدنيا سوى الرقم السخيف الذي كتب عليها؟ .. ترى ما موقع الصغيرة الرقيقة من الفلسفة التي يلوكها قلبي الكسول وسط دخان السجائر وبين الأوراق والقلم الذي يحترف التجارة بلحمها طوال النهار؟ لا أعرف ولا ألح على نفسي في التصور
المياة تتساقط من المجاري فوق السطح وتتجمع في الحديقة في نهير صغير يؤدي إلى مصرف ملاصق للبيت، ونحر المياه الجارية يعمل بجد في جدار البيت الذي لا أظنه سيحتمل عاصفة مشابهة
يذهب الرفاق إلى النوم مرة أخرى، وأبقى وحدي غارقا في مياه الأمطار التي وقفت تحتها مصيرا بجمال القوة الهادرة للطبيعة، وغرقا في الوقت نفسه في أوهامي الأزلية الأبدية
هذه ليست العاصفة الرعدية الأولى التي أشاهدها هنا، إنها المرة الثانية، ولذلك فإن الرعب الذي أصابني في المرة الأولى من أصوات الصواعق التي لا تختلف هنا عن أصوات قصف المدافع لم يصبني هذه المرة، وبدأ الخوف الطبيعي يأخذ شكلا أكثر عقلانية
في المرة السابقة كنت كالتائه بين أصوات الرعد وأصوات الزملاء الذين يشكر بعضهم الله ويستعيذ بعضهم به من الشيطان الرجيم، وأصوات بعضهم التي اكتفت بالعويل والخوف النسائي الذي تختلط فيه السذاجة بالادعاء، وقد اختارت هذه الأصوات جميعا غرفتي لتجتمع فيها
نظرت إلى خارج الباب.. الأمطار تنهمر من السماء بكثافة لم يسبق لي أن رأيتها وإن كانت عادية مألوفة هنا، والصواعق كالأذرع الخرافية تمتد من السماء إلى الأرض، وأصوات الرعد من فوقها تلهو بنظرية الثواني التسع التي تفصل بين ضوء البرق وصوت الرعد، تلك النظرية التي سمعناها أطفالا يعيشون تحت سماء تمطر عفوا، ومرتين أو ثلاث في السنة على أقصي تقديرات الكرم
تفهمت خوف الإنسان البدائي من هيستيرية الطبيعة، وتفهمت أيضا سماوية تصوراته الأولى للإله الذي لا بد وأن يكون وحشا أسطوريا جبارا يسكن مكانا ما فوق السماء التي يرسل من فوقها زخات غضبه ورضاه
وتخيلت نفسي في ذات الظرف الطبيعي قبل مليون سنة عاريا تحت شجرة الليمون التي تتوسط حديقتنا الصغيرة.. إنسانا ضئيلا لا حول له ولا قوة.. تتكاثر عليه آيات الطبيعة من رعد وبرق ومطر.. وقبل حتى أن يكتمل تخيلي لجدي الأول، امتدت يد الوحش الأسطوري تعتصر قلبي خضوعا وخوفا وأملا، وتوحدت مع بدائيتي بخليط من الفهم الواعي للقوة القاهرة، والشعور الرومانتيكي بجمال هذه القوة
تذكرت خديجة.. ترى كيف باتت ليلتها في خيمتها البائسة التي لا تحتمل من صروف الدنيا سوى الرقم السخيف الذي كتب عليها؟ .. ترى ما موقع الصغيرة الرقيقة من الفلسفة التي يلوكها قلبي الكسول وسط دخان السجائر وبين الأوراق والقلم الذي يحترف التجارة بلحمها طوال النهار؟ لا أعرف ولا ألح على نفسي في التصور
المياة تتساقط من المجاري فوق السطح وتتجمع في الحديقة في نهير صغير يؤدي إلى مصرف ملاصق للبيت، ونحر المياه الجارية يعمل بجد في جدار البيت الذي لا أظنه سيحتمل عاصفة مشابهة
يذهب الرفاق إلى النوم مرة أخرى، وأبقى وحدي غارقا في مياه الأمطار التي وقفت تحتها مصيرا بجمال القوة الهادرة للطبيعة، وغرقا في الوقت نفسه في أوهامي الأزلية الأبدية
يا أخي عليك الله تخليك في الكوميدي
ReplyDeleteكئيبة أوي، حقيقية وصادقة وكل حاجة بس كئيبة
يا أخ وليد
ReplyDeleteالرجاء العودة للمقدمة، فيها تفسير قد يرضيك
انت قاعد عندك على طول؟
ReplyDeleteانا قريت المقدمة وهي كمان كئيبة
اسمع الكلام وخليك في الكوميدي، انت بتضحكني جامد جدا!